الهزيمة
محمد بن سيرين
الهزيمة
الهزيمة، فللكفار هي بعينها، لقوله تعالى: ” وَقَذَفَ في قُلُوبِهِمْ الرًّعْبَ ” وللمؤمنين ظفر في الحرب ومن رأى جنداً عادلين دخلوا بلدة منهزمين، رزقوا النصر والظفر وإن كانوا ظالمين حلت بهم عقوبة ومن رأى الفرار من الموت أو القتل، دل على قرب أجله لقولْه تعالى: ” قلْ لنْ يَنْفَعَكُم الفِرَارُ إنْ فَرَرْتمْ مِنْ المَوتِ أو القَتْل ” الآية وقيل إنّ الفرار منِ العدو أمن وبلوغ مراد لقوله تعالى: ” فَفرَرْت مِنْكُمْ لَمّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لي رَبِّي حُكْماً ” ومن دعا رجلاً وهو يفر منه، فإنّه لا يقبل قوله ولا يطيعه، لقوله تعالى: ” فَلَمْ يَزدنيْ دُعَائي إلا فرَاراً ” وقيل الفرار أمان، لقوله تعالى: ” فَفِروا إلى الله انِّي لَكمْ مِنْهُ نذِيرٌ مُبِين ” ومن اختفى من عدوه فإنّه يظفر به فإن اطلع عليه العدو أصابته نائبة من عدوه فإن ارتعد أو ارتعش أو ارتخت مفاصله، أصابه هم ولا يقوى به ورؤية الخيل يتراكضون في بلده أو محله فإنها أمطار وسيول والخوف أمن، والأسر هم شديد