ضرب الرقاب

ضرب الرقاب في المنام

ضرب الرقاب

ضرب الرقبة، فمن ضربت رقبته وبان عنه رأسه، فإن كان مريضاً شفي وإن كان مديوناً قضي دينه، وإن كان صرورة حج، وإن كان في خوف أو كرب فرج عنه، فإن عرف الذي ضرب رقبته، فإنّ ذلك يجري على يديه، فإن كان الذي ضربها صبياً لم يبلغ، فإنّ ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب المرض، إلى ما يصير إِليه من فراق الدنيا وهو موته على تلك الحال وكذلك لو رأى وهو مريض وقد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه، أو هو معروف بالصلاح فهو يلقى الله تعالى على خير حالاته ويفرج عنه ما هو فيه من الكرب والبلاء وكذلك المرأة النفساء، والمريض، والمبطون، أو من هو في بحر، العدو وما يستدل به على الشهادة، فإن رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شيء مما وصفت، فإنّه ينقطع ما هو فيه من النعيم، ويفارقه بفرقة ويزول سلطانه عنه، ويتغير حاله في جميع أمره فإن رأى كأنّ ملكاً أو والياً يضرب عنقه، فإنّ تأويل الوالي هو الله تعالى ينجيه من همومه ويعينه على أموره فإن رأى كأنّ ملكاً ضرب رقاب رعيته، فإنّه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم وضرب الرقبة للملوك عتقه أو بيعه وللصيارفة وأرباب رؤوس الأموال فإنّها تدل على ذهاب رؤوس أموالهم وتدل في المسافرين على رجوعهم ومن رأى رأسه في يده فإنّه صالح لمن لم يكمت له أولاد، ولم يكن متزوجاً، ولم يقدر على الخروج في سفر ومن رأى كأنّ سلطاناً ضرب أوساط رعيته فإنّه ينتصف منهم ومن رأى كأنّه جعل نصفين وحمل كل نصف منه إلى موضع، فإنّه يتزوج امرأتين لا يقدر على امساكهما بالمعروف، ولا تطيب نفسه على تسريحهما وقيل من رأى ذلك فرق بينه وبين ماله

ما هو عتق الرقبة، إن أعظم ما جاء به الإسلام هو الحرية والمساواة ومن أشكال الحرية عتق الرقبة والتخلص من الرق والعبودية.

بل وأيضا جعل دين الإسلام حقوق لهذا العبد المملوك، وشروط لمعاملته كما إنه من أعظم الأجور ثوابا عند الله تحرير الرقاب والعتق ومن مواضع الصدقة والكفارة.

عتق الرقبة في الإسلام

  • حث الإسلام وشجع على عتق الرقاب، وجعل لذلك ثواباً وأجراً كبيراً وعظيماً، حتى يتشجع الأغنياء ويقوموا بعتق الرقاب وتحرير العبيد المسلمين وجعلهم أحرارًا لوجه الله تعالى.
  • وما ذُكر في تحرير الرقاب قول الرسول صلى الله عليه وسلم “من أعتق رقبةً مسلمةً أعتق الله بكل عضو منها عضواً، حتى فرجه بفرجه”.
  • ومن عظيم هذا الثواب أنه من أعتق عبداً وحرره لوجه الله كأنما أعتق نفسه من عذاب النار، فتهافت الصحابة وتسابقوا على العتق.
  • ذُكر أن السيدة عائشة رضى الله عنها قامت بعتق تسعة وستين عبداً، وأن عثمان بن عفان قام بعتق عشرين عبداً، أيضاً العباس رضى الله عنه قام بعتق سبعين عبداً.
  • أعتق عبد الله بن عمر رضى الله عنه ألف عبدٍ، ولم يتوقف الأجر هنا بل جعل الإسلام عتق العبيد والرقاب مصرف من مصارف الزكاة وذلك لقوله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ”.
  • شرع الإسلام ما يعرف بالمكاتبة، والمكاتبة هي مكاتبة العبد لسيده مبلغاً من المال وذلك على أن يعتقه، كما أوجب الإسلام المسلمين على مساعدة العبيد حتى يتخلصوا من الرق والعبودية وينالوا حريتهم.
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها، ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران”، ونهى أيضا سول الله عن الاعتداء علي العبيد أو ضربهم أو آذاهم وشدد على ذلك الأمر حيث قال: “من ضرب غلاماً له، حدّاً لم يأته، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه”.
  • كما نبه النبي صلى الله عليه وسلم أن العبيد هم إخوان سادتهم فلا يجوز ضربهم أو الشدة والقسوة عليهم حيث قال: “إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم”.
  • كما أن الإسلام رفض إطلاق مسمى عبد ولكن بدلها بأسماءٍ أخرى ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا يقولن أحدكم عبدي أمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي وفاتي وفتاتي”.

كفارة بعض الذنوب بعتق الرقبة

  • يوجب الإسلام كفارة لمن قتل مؤمن بالخطأ وهي تحرير رقبة مؤمنة، حيث قال الله تعالى: “وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ”.
  • يوجب الإسلام كفارة أيضاً على من يظاهر زوجته، وذلك لقوله تعالى: “وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا”.
  • وجعل الإسلام كفارة لمن يوطئ زوجته في نهار رمضان بعتق رقبة، حيث جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال له: “هلكت وأهلكت”، ووقعت على زوجتي في نهار رمضان، فسأله النبي: “هل تجد رقبة؟” فهذا دليل على أن عتق الرقبة كفارة.
  • وجعل الإسلام عتق الرقاب هي واحدة من كفارات الحنث في اليمين، وذلك لقوله تعالى: “لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ”.

بعض الأحكام التي تتعلق بعتق الرقبة

هناك بعض الأحكام التي وردت في الشريعة الإسلامية بشأن عتق الرقبة ويظهر بعضها كالتالي:

  • ذكر الإمام مالك بن أنس رحمه الله في كتاب الموطأ أ، الكفارة لا تسقط ألا عندما يتم عتق رقبة مؤمنة.
  • ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري أن الرقبة عندما تم ذكرها في القرآن الكريم ذُكرت مطلقة ومجردة في الآية التي تنص على كفارة اليمين ودون تحديد شرط الإيمان أو عدمه، ولكن في آية القتل الخطأ تم تحديد شرط أن تكون الرقبة مؤمنة.
  • ويتساوى في عتق الرقاب الكبير والصغير، والذكر والأنثى، إذا كان والدا الرقبة يؤمنان بالله فالرقبة تلحق بهم وتصف على إنها مؤمنة.
  • وفي الوقت الحالي الرقاب غير موجودة لقيام بتحريرها، فمن يفعل ذنباً وكانت الكفارة تحرير رقبة، فليبحث عن البديل الذي شرعه الإسلام للتكفير عن هذا الذنب.
  • الأفضل في كل هذا أن تكون هذه الرقبة المحررة سليمة وكاملة الخلقة ولا توجد فيها عيوب تؤثر عليها كالجنون والعمى والعرج مثلا.

فضل عتق الرقاب

  • قد ورد في السنة النبوية أن فضل العتق وتحديداً عتق الرقاب من أفضل ما قد يفعل المرء، وهو أفضل الأعمال عند الله تعالى.
  • عتق الرقاب هو من الأسباب الرئيسية لدخول الجنة، وجزاء من يعتق امرأتين مسلمتين فكاكه من النار.
  • يكافئ الله من يعتق رقبة مسلمة بأن عتق كل عضو من المملوك أمام كل عضو منه، ولذلك يفضل بعض العلماء أن يعتق الناس الرقاب الغالية والتي أعضاؤها كاملة وسليمة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button